تسـويف التوبــة

هناك عديد من المنتجات يجب علينا أن نقاطعها لانها منتجات من صنع الشيطان وتدمر

بلاد الأسلام والمسلمون وأول منتج نريد مقاطعته هو                 " تسويف التوبة "

بعض الناس يعتقدون أن التوبة ليست لأحد غير المسلم ولكن الله يقول سبحانه وتعالى " توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " والذي نفسي بيده إني لأتوب إلى الله واستغفره في اليوم أكثر من 70 مره "


ويقول : في رواية أخرى " يا أيها الناس توبوا إلى الله عز وجل واستغفروه فإني أتوب إلى الله عز وجل في اليوم 100 مره " فنبينا الكريم يقوم ويصلى حتى تتورم قدماه وأمنا عائشة تقول : له يا رسول الله أنت تفعل بنفسك هكذا ، يقول : يا عائشة أفلا أكون عبدا" شكورا.


فيا أخي وأختي من الممكن وبسبب تسويفك للتوبة أن تحجب الخير عن الأمة كلها وهناك قصه تثبت هذا القول


فقد حدث في عهد بنى إسرائيل قحط وجدب فذهبوا لنبي الله موسى عليه السلام وقالو له يا نبي الله ألا تدعو الله عز وجل أن يسقينا الغيث قال هيا نخرج إلى الصحراء فخرجوا إلى الصحراء فنادى موسى يارب اللهم إسقنا الغيث وانشر علينا فضلك وإحسانك فأوحى الله إليه يا موسى فيكم رجل واحد يبارزني بالذنوب والمعاصي منذ 40 سنه فأمره أن يخرج من بين أظهركم فبشؤم معصيته منعتم القطر من السماء فقال يارب صوتي ضعيف وعبدا ضعيف كيف اسمعهم وهو 70000 فقال جل وعلا منك النداء وعلينا البلاغ فوقف موسى عليه السلام على صخره عالية ونادى يا أيها العبد العاصي الذي بارز الله بالذنوب والمعاصي منذ 40 سنه اخرج من بين أظهرنا فبشؤم معصيتك منعنا القطر من السماء فأوحى الله إليه يا موسى إن العبد تلفت يمينا ويسارا فلم يجد احد قد خرج فعلم انه هو المقصود فوضع رأسه في ثوبه وقال يارب عصيتك 40 سنه فأمهلتني فلآن خرجت الآن فضحت أمام الملأ ولإن بقيت هلكت وهلك كل من معي فها هي توبتي القيها بين يديك فأقبلني وأرحمني وأسترني بين الخلق يا أرحم الراحمين فتجمعت السحب من كل مكان وأمطرت مطرا كالإرب فتعجب نبي الله موسى وقال يارب أسقيتنا ولم يخرج منا احد فقال جل وعلا يا موسى أسقيتكم بالذي منعتكم به فقد تاب العبد وعاد إلي فقال موسى عليه السلام يارب ارني هذا العبد الطائع التائب قال جل وعلا يا موسى لم أكن لأفضحه وهو يعصاني أفأ فضحه بعد أن تاب إلي .

فان تسويف التوبة كالشجرة الفاسدة والسامة فكلما أخرت في قطعها كلما رسخ جزعها في الأرض وقويت وأنت تضعف مع كبر السن فحين يأتي اليوم التي تنوى قطعها فيه لن تقدر عليها بسبب قوتها وضعفك .
فلا تترك الذنوب بداخلك حتى تقوى عليك ولا تؤجل توبتك إلى يوم لا تعلم إن كنت ستقدر على تركها أو هل سوف تحيا لهذه اللحظة التي تقرر فيها التوبة أم سوف تموت عاصي فارجع إلى الله فإذا بلغت ذنوبك عنان السماء فان أتيت الله تائبا غفر لك كل هذا فما ارحم الله علينا.


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل بنى ادم خطاء وخير الخطاء ين التوابون"


ففي غزوه من الغزوات رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة تبحث عن طفلها الرضيع فعندما وجدته أخرجت ثديها وألقمت الطفل وظل يأكل الطفل و المرأة تبكى ونزلت دموعها على خد الطفل فالنبي نظر بشفقه وقال : أترون هذه المرأة طارحه بولدها في النار ، قالو:  لا يا رسول الله ، قال : فوالله الله ارحم بكم من رحمه هذه الأم بطفلها .


فإن رحمه الله وسعت كل شئ ورحمته سبقت غضبه فهيا اقبل على التوبة ولا تقول إن ذنوبك ومعاصيك كثيرة وان الله لن يرحمك فهذا من الشيطان حتى تتكاسل عن التوبة وترك الذنوب والمعاصي .
اللهم ارحمنا جميعا رحمه واسعة واغفر لنا ذنوبنا انك أنت الغفور الرحيم.